نماذج التعليم الجامعي الافتراضي وإمكانية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في نظام التعليم السعودي "دراسة ميدانية"

يعد التعليم الافتراضي أحد الأنماط الجديدة للتعليم عن بعد، التي جاءت استجابة لثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث إن لهذا النوع من التعليم أهمية بالغة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع. وتعد "الجامعة الافتراضية" إحدى صيغ الجامعات التي تقوم بتوفير فصول دراسية عبر الإنترنت، بدون حدود زمنية أو مكانية أو وظيفية أو تنظيمية. ويعد مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية من المبادئ التي اهتمت بها المجتمعات والحضارات الإنسانية على مر العصور، إلا أن الواقع يشير إلى وجود فجوة بين ما يعلن عنه، وما هو في الواقع الفعلي. ولقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الجامعات الافتراضية يمكن أن تسهم في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وديمقراطية التعليم العالي. كما خلصت نتائج العديد من الدراسات إلى وجود مشكلات في نظام التعليم الجامعي التقليدي تحول دون تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية. وتضم هذه المشكلات زيادة الطلب على التعليم الجامعي على الرغم من ضعف القدرة الاستيعابية للجامعات، والجمود والشكلية في هياكل المؤسسات الجامعية، وضعف الإمكانات المادية عن الوفاء بالمتطلبات الأساسية للتطوير والتحديث باستخدام تكنولوجيا المعلومات بما يواكب التغيرات العالمية.
 
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مفهوم وأهداف ونماذج التعليم الجامعي الافتراضي، بالإضافة إلى الوقوف على العوامل التي تحد من تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية في نظام التعليم الجامعي التقليدي السعودي، وبحث إمكانية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية على ضوء التعليم الجامعي الافتراضي. استمدت الدراسة الحالية أهميتها من أهمية الموضوع الذي تصدت له، حيث إن التوجهات العالمية والعربية ركزت على التعليم الافتراضي، كما أنه يعد صيغة تساعد على التوسع في التعليم العالي بما يحقق تكافؤ الفرص التعليمية.
اعتمدت الدراسة على منهجية مركبة تقوم على وجهة النظر البرجماتية في الحصول على المعرفة، وهي تستند إلى التصميم البحثي المختلط الكمي/الكيفي، والذي يقوم على المنهج الوصفي؛ نظراً لأنه يتناسب مع طبيعة الدراسة من حيث الوصف والتفسير والتحليل، استخدمت الدراسة الاستبانة والمقابلة كأدوات لجمع البيانات، حيث طبقتا على عينة من طلاب وطالبات بعض الكليات العملية والنظرية بجامعة القصيم في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا. توصلت الدراسة إلى أن هناك نماذج متعددة للتعليم الجامعي، تختلف فيها نسبة المكون الافتراضي من نموذج إلى آخر، وأن التعليم الجامعي الافتراضي يزيد من تكافؤ الفرص التعليمية بين المتعلمين من خلال التغلب على العوامل التي تحول دون حصولهم على الفرص التعليمية المناسبة في نظام التعليم الجامعي السعودي. أوصت الدراسة بأهمية تطبيق النماذج المتنوعة للتعليم الجامعي الافتراضي بجانب التعليم التقليدي، حتى يتم مقابلة احتياجات جميع الراغبين في الحصول على الفرص التعليمية التي تناسب ظروفهم الاقتصادية، والأسرية، وظروف العمل، أو البعد المكاني عن مقر الجامعات.